الأربعاء، 15 يونيو 2011

بيعت الحره

بيعت الحرة)
أخي
اسمع مني ولا تمل عني
اصغ بقلبك واعمل عقلك
وارعني سمعك وبصرك
...فالآن أسطر قصتي
قلمي يروي لوعتي
آلامي وأحلامي
في سائر أيامي
لو يكفي مدادي
لو تمهلني سويعاتي
سأقص وأحكي لكل البريات
حتى يتعلم يومي من أمسي
فأنا كنت هنا بالأمس
في ذاك أصبح وأمسي
ثم سمعت الخبر
نساء مميلات
وناس معهن سياط كأذنب البقر
فأخبرت البشر
ولم ألق سوى الضجر
وكل في جانبه انحدر
سأكرر نصيحتي
ربما تنتزع بتلك الشوكة
هذه داهية
إياكم أن تتركوها عارية
ستجرر أمتنا إلى الهاوية
قلت ولم يسمع قولي
ونصحت فألقي في وجهي
ورجعت وقد أسقط في يدي
واليوم وقد خبرتم النتائج
دعوني أسطر قصتي
عرضت الحرة
في الأسواق كالجرة
عرضت مرة ومرة
ثم عرضت ألف مرة
خضراء الدمن
إمرأة بلا ثمن
حمراء الوجتنان
جميلة العينان
عذبة اللسان
تميل ميلا فتان
وتسحب كل ذي لب بالجنان
تهتز لسيرها الأركان
كل هذا ولا تساوي أبخث الأثمان
حبل من حبائل الشيطان
تشاهد كما لم تك إنسان
وتوزن هي وغيرها بالأطنان
بيعت الحرة
في الأسواق كالجرة
وتساقط الحياء
وتبعثر الخجل
وتوقف العمل
بيعت ولا ارعواء
وجلست في العراء
تبيع الدين وتشتكي مر الداء
وكيف تداوى ولم تقبل يوما دواء
تسير في الطرقات إلى المساء
وتعرض جسدها للهواء
وعرضها أصبح عرضا للسفهاء
ومن هنا
ظهر الشقاء وعم البلاء
واشتفت في قلب عدونا الغلواء
هنا يا إخوتي أصاب الهدف
طفق الدين ينادي
إلي بثياب ساترة
كي ألبس تلك القاهرة
وهي في الطريق سائرة
تضحك ضحكات ساخرة
حاسرة الرأس سافرة
إلي بثياب ساترة
ستغوي أخواتها
من الصعيد إلى العروس الثائرة
إلي بثياب ساترة
قالت يا أبله
هذا هو التمدين
قال إلى التدين ياغانية
فنادت بهن
يا أخواتي
ما العمر إلا سويعات
وما الدين في القلب إلا صلوات
وأنا طاهرة القلب
فلا يهم الثياب الساترة
فأقبلن إليها وقد راعهن النداء
ليسرن على السواء
يقتلن العفاف
ويرتدين الثياب الخفاف
ونزعن الثياب الساترة
ليقتدين بأختهن القاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق