الأحد، 5 يونيو 2011

الحب

صَحِيْحٌ أَنَّ فِي الحُبِّ حَنَانَاً وَرَاحَةً ؛ لَكِنّ فِيْهِ سَقَمَاً وَمَرَضَاً ، وَلَكَمْ تَعْرِفُ مِنْ رَاحَةٍ لِلْمُحِبِّيْنَ ، وَمِنْ مَصَارِعَ لِلْعَاشِقِيْنَ؟! ، فَهُوَ سِلاحٌ ذُوْ حَدَّيْنِ اثْنيْنِ- أَقْرَبُهُ الْوَهنُ وَالنَّصَبُ.. وَمَصِيْرُهُ إِمَّا إِلى نِكَاحٍ ..أَوْ إِلَى سِفَاحٍ.
هذِهِ الفَتَاةُ .. جَعَلَتْ بَصَمَاتِهَا فِيْ خَيَالِيْ، وَأَنَالَتْنِيْ مِنَ اسْمِهَا ( النَّوالُ ) أَنْ أَنَالَ حُبَّهَا,.. وَأَنْ أَجِدَنِيْ هُنالِكَ عِنْدَهَا ..
أحْببتُها ..حِيْنَما سَمِعْتُها, ورأيتُها فِيْ خيالِيْ ..قبْلَ أَنْ تَتحقَّقَ الحمْلقَةُ إِلى قوامِهَا,.. فقلتُ عَنْهَا سائِلاً:

حار شوقي إلى العيون النظيره *** وانثنى الحب عن بنات العشيره
لخبطتني تلك الغريبةُ لما *** ذُقتُ من صوتها الهنا في الظهيره
قد أتتني - من دون وعدٍ تقصى- *** كالسحابات في البلاد الغفيره
خلتها الحلمَ في منامي صباحاً *** إن حلمَ العشيْقِ أبدى سعِيْرَهْ
لم تكُنْ مِنْ بناتِ أهْلِيْ بِأرَْضِيْ *** لم تكن مِنْ بناتِ عمِّ وجِيْره
كان للبُعْدِ هِزّةٌ وتهادٍ *** ليت للبعد ما يلف عسيره
نزع الشامُ مِنْ حُلاهُ لحافاً *** فبهاها من معصمٍ أو ظفِيْره
وكساها مِنْ عذْبِ سُقْياهُ ريّاً *** من رافديهِ ذوق تلك الأميره
قد أتاني ليمتطِيْ مِن فؤادِيْ *** فرآهُ قبْل احْتِلالٍ أسيْره
ورأى الشعرَ عنْهُ صار يُغنِّيْ *** واستتبت أحكامها كالمشيره
فالرياحين تستشمُّ ذُراها *** وكؤوسُ المُدامِ ماتت نحِيْره
والقلاع الطوالُ تزهو إليها *** فهي كالنجم في بياض الظهيره
كيف تلقى لها حبيباً مثيلاً *** عرف الحبَّ في الليالي الأخِيْره
فانتقاها, أحبّها, إذ تبدت *** واشتهاها أميرةً أو مديرة
فيه أبقت تقاسم العمر شطراً *** ترفق الدرب في طويل المسيره
إنها الروح والفؤادُ وقلبٌ *** عذّبتْنِيْ تلك الفتاةُ المُثِيْره
أشْعلتْنِيْ وأحْرقتْ لِيْ جنانِيْ *** إذ رمتني بعينها المستديرة
لمِّ , عنِّ , وسلْ , وداوِ عليلاً *** فيه , منه , تشققاتٌ كثيره
وانتضِ السيف واطعنِ الروح طعْناً *** إن نوتني الفراق تلك القميره
جسمها الطول , والهيامُ شعارٌ *** واللحاظ التي تحل القريره
وليالٍ قضيتُها أو ليال ٍ *** كن عسراً فدمرتها اليسيره
ليتنا لا نعيشُ إلا سويّاً *** حينما كانت النوال صغيرة
وحبذا أنا سهرنا سنيناً *** في ليالٍ لأصبحت مستنيره
لاستفدنا جميعَنا من خلالٍ *** وخصالٍ مطلوبةٍ أو جديره
لستُ أبْغِيْ مِن النِّساءِ ( دلالاً) *** أو (وئاماً ) ولستُ أبغي (سميره)
فحياتي مع النساء عذابٌ *** لا نوالاً فإنّ هذي خبيره
علّ ربي من أرتجيه دواماً *** يجعل الوصل حافلاً في الجزيره
ليصير الوئامُ يحظى مُطلّاً *** بِهدوءٍ وأمنياتٍ غزيره
نأكل الغثَّ والسّميْن بِوِدٍّ *** بل نؤدي تناصفاً للفطيره
ما وصالي لها تمتُّعُ فرْدٍ *** لا , فأصلي لا يرجّي ضميره
من مناديل حُبِّنا نتهادى *** وجفاها يمزّقُ القلب غَيره
وأراها إذا تخاطبُ شخصاً *** يصبح الأمرُ حُرمةً أو كبيره
هكذا حبها تقلقل فيني *** أي شيْءٍ أُرِيْدُ غيْر البصيْره
كُل أنثى تسبها في مقالٍ *** فهي تلك الذميمة المستطيره
إنْ تُحقِّرْ لِشأْنِها فحقِيْرٌ *** أو فتاةٌ تسبُّها فحقيره
كلُّ قولٍ تُسِيْءُ فيه لِشخْصِيْ *** فهو حق وبيناتٌ جديره
قولها الحق والصواب, ولكنْ *** لا ينافي الشريعةَ المُستنِيْره
تُوِّجتْ مِنْ لِسانِ سحْبانَ دُرّاً *** لا يواني قبيلهُ أو ديبرَه
أيُّ شيءٍ أريدُ؟ ما شئتُ منها *** غيرَ أن تغْفِرَ الهذى والعثيره
فالإله الكريمُ بَرٌّ رؤوفٌ *** يغفر الذنب للمقر وضيْره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق