الخميس، 16 يونيو 2011

العالم/على مشرفه

علي مصطفى مشرفة باشا (11 يوليو 1898- 15 يناير 1950 م) عالم فيزياء مصري ،ولد في دمياط، تخرج من مدرسة المعلمين العليا 1917، و كان أول مصري يحصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc من إنجلترا من جامعة توتنجهام 1923، عُين أستاذ للرياضيات في مدرسة المعلمين العليا ثم للرياضة التطبيقية في كلية العلوم 1926 ، منح لقب أستاذ من جامعة القاهرة و هو دون الثلاثين من... عمره. كان يتابع أبحاثه العالم أينشتاين صاحب .نظرية النسبية و وصفه بواحد من أعظم علماء الفيزياء.في 1936 انتخب عميداً لكلية العلوم فأصبح بذلك أول عميد مصري لها، حصل على لقب البشاوية من الملك فاروق وتتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر ومنهم سميرة موسى.

حيــــــــــــاته

ولد علي مصطفى مشرفة في الحادي عشر من يوليو عام 1898 في مدينة دمياط ، و كان الابن البكر لمصطفى مشرفة أحد وجهاء تلك المدينة و أثريائها ، و من المتمكنين في علوم الدين المتأثرين بافكار جمال الدين الأفغاني و محمد عبده العقلانية في فهم الإسلام و محاربة البدع و الخرافات ، و كان من المجتهدين في الدين و له أتباع و مريدون سموه صاحب المذهب الخامس . تلقى على دروسه الأولى على يد والده ثم في مدرسة ( أحمد الكتبي ) ، و كان دائما من الأوائل في الدراسة ، و لكن طفولته خلت كما يقول ، من كل مباهجها : ( لقد كنت أفنى و أنا طفل لكي أكون في المقدمة ، فخلت طفولتي من كل بهيج . و لقد تعلمت في تلك السن ان اللعب مضيعة للوقت - كما كانت تقول والدته - تعلمت الوقار و السكون في سن اللهو و المرح ، حتى الجري كنت اعتبره خروجا عن الوقار ) . و كان في الحادية عشرة من عمره عندما فقد والده عام 1909 ، بعد أن فقد ثروته في مضاربات القطن عام 1907 و خسر أرضه و ماله و حتى منزله ، فوجد علي نفسه رب عائلة معدمة مؤلفة من والدة و أخت و ثلاث أشقاء ، فأجبرهم هذا الوضع على الرحيل للقاهرة و السكن في إحدى الشقق المتواضعة في حي عابدين ، بينما التحق علي بمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية التي أمضى فيها سنة في القسم الداخلي المجاني انتقل بعدها إلى المدرسة السعيدية في القاهرة و بالمجان أيضا لتفوقه الدراسي ، فحصل منها على القسم الأول من الشهادة الثانوية ( الكفاءة ) عام 1912 ، و على القسم الثاني ( البكالوريا ) عام 1914 ، و كان ترتيبه الثاني على القطر كله و له من العمر ستة عسر عاما ، و هو حدث فريد في عالم التربية و التعليم في مصر يومئذ . و سمح له هذا التفوق ، لاسيما في المواد العلمية ، الإلتحاق بأي مدرسة عليا يختارها كالطب و الهندسة ، لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا التي تخرج منها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى ، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلى بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها . و بدأت مرحلة جديدة من مسيرته العلمية بانتسابه في خريف 1917 إلى كلية نتنجهام الجامعية ، التي حصل منها على شهادة البكالوريوس في الرياضيات خلال ثلاث سنوات بدلا من أربع . و أثناء اشتعال ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول ، كتب مصطغى مشرفة إلى صديقه محمود فهمي النقراشي - أحد زعماء الثورة -يخبره فيها برغبته الرجوع إلى مصر للمشاركة في الثورة ، و كان جواب النقراشي له :( نحن نحتاج إليك عالما أ:ثر مما نحتاج إليك ثائرا ، أكمل دراستك و يمكنك أن تخدم مصر في جامعات إنجلترا أكثر مما تخدمها في شوارع مصر ). و قد لفتت نتيجته نظر أساتذته الذين اقترحوا على وزارة المعارف المصرية أن يتابع مشرفة دراسته للعلوم في جامعة لندن ، فاستجيب لطلبهم ، و التحق عام 1920 بالكلية الملكية ( kings college ) و حصل منها عام 1923 على الدكتوراة في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير شارل توماس ويلسون ( charles. t .wilson ) - نوبل للفيزياء عام 1927 - انتخب على إثرها عضوا في الجمعية الملكية البريطانية و صار محاضرا فيها ، ثم رئيسا لها ، فكان أول أجنبي يحتل هذا المنصب.

أهــــــــم أعمـــــــــــاله

اتجه إلى ترجمة المراجع العلمية إلى العربية بعد أن كانت الدراسة بالانجليزية فانشأ قسماً للترجمة في الكلية. شجع البحث العلمي وتأليف الجمعيات العلمية،بتأسيس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية و الطبيعية و المجمع المصري للثقافة العلمية. واهتم أيضاَ بالتراث العلمي العربي فقام مع تلميذه محمد مرسي أحمد بتحقيق ونشر كتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي.

احب الفن و كان يهوى العزف على الكمان، وأنشأ الجمعية المصرية لهواة الموسيقى لتعريب المقطوعات العالمية.

ويعد أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين ناهضوا استخدامها في صنع أسلحة في الحروب ، ولم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية أبداً، وهو ما حدث بالفعل بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.

وتقدر أبحاثه المتميزة في نظريات الكم والذرة والإشعاع والميكانيكا والديناميكا بنحو 15 بحثًا، وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته حوالي 200 مسودة.

دارت أبحاث الدكتور مشرفة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة معدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتي شتارك وزيمان.

كذلك كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ؛ حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية "أينشين" تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.

وقد درس مشرفة العلاقة بين المادة والإشعاع وصاغ نظرية علمية هامة في هذا المجال.

أهم مــــــــــــــؤلفاته

* الميكانيكا العلمية و النظرية 1937
* الهندسة الوصفية 1937
* مطالعات عامية 1943
* الهندسة المستوية و الفراغية 1944
* حساب المثلثات المستوية 1944
* الذرة و القنابل الذرية 1945
* العلوم و الحياة 1946
* الهندسة و حساب المثلثات 1947
* نحن والعلم

وفــــــــــــــــــاته

توفي في 15 يناير 1950 م.

يذكر أن ألبرت آينشتاين -الذي كان يجلس في محاضرات مشرّفة ويتابع أبحاثه- قد نعاه عند موته قائلا : "لا أصدق ان مشرفة قد مات ، انه ما زال حيا بيننا من خلال أبحاثه".

كان من تلاميذه فهمي إبراهيم ميخائيل و محمد مرسي أحمد وعطية عاشور وعفاف صبري وسميرة موسى.

،،،،منقول ،،،،

مقتطفات من الصحه النفسيه

لا نريد الكمال ولكن نريد قلوبا تصحو عند الخطأ:-

بداية الإنسان ذلك المجهول مزيج من الصفات المتنافرة التي تكون له المقود
الرئيسي في حياته
أحيان تغلب بعض الصفات علينا فيشعر المرء انه على خطأ جسيم لماذا ؟
... لأن حياته لا تسير بالشكل الذي يتمناه
ولكنه الحل الرئيسي لذلك هو الوسطية في الأمور يجب الأخذ من كل شي القدر اليسير
لكي تكتمل في النهاية مع سابقاتها فتتكون من خلال البساطة شخصية عالية المستوى
مترامية الأطراف تكسوها الطيبة من جهة وينازعها العقل من أخرى

وسنلخص هذا في مايلي :

  • القليـــل مــن العقــــل

لكي يبعدنا من خلاله عن سفاسف الأمور ويجعلنا نضع موازين للأشياء ولا
نستعجل بها القليــــل مــن الصبــــر
لكيلا نجزع من نوائب الدهر ولا نمنع أنفسناً من أجره قال تعالى
((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ))

القليــــل مـــن الرحمـــــة

لكي لا نظلم من هم تحت إمرتنا سواء في الحياة العملية أو الاجتماعية ولكي
نتخذ من إنسانيتنا باب يوقظنا عن الوصول إلى المرحلة البهيمية أو بمعنى
الأصح قانون الغابة

القليــــل مـــن العلــــم

لكي نعبد الله على بصيرة ونستطيع أن نواكب المجتمع في كل حالاته
قال تعالى ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ))

القليــــل مــن الكــــرم

قال تعالى (( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومامحسورا ))

السلاســــة فــي المعاملــــة

لكي تستطيع إن تحب الناس ويحبوك ولا تكن شحيحا في عواطفك فيكرهك من حولك

القليــــل مــن الحــــب

لكي تجعل حياتك لينة سهله وتبعد عنها القسوة الجامحة والأنانية المبطنة

القليــــل مــن الأمـــل

لان الإنسان بلا أمل سوف سوف يجعل من نفسه سجينا في غابة من الوحوش تحيط
بها المتاهات من كل جانب ويجعل من نفسه معرضا للإمراض النفسية التي لن
تجعله يفكر في ما وهبه الله من نعمة يستطيع إن يمتع نفسه بها في الدنيا

القليــــل مــن محاسبــــةالنفــــس

فان الإنسان الذي لا يحاسب نفسه إنما يكون قد ادعى لنفسه الكمال ولم يعلم بأن الإنسان
الذي لا يحاسب نفسه يكون على ضلالته دائما عرضة للسخرية ممن حوله .

الإنسان مخلوق ملول لو التزم في شيء معين لضن انه محاصر ولهم بتركه في النهايه
ولكنه لو عمل بعضالاتزان لعاش معه بكل سلاسة

وقفــــــــــه

لا نريـــد الكمـــال ولكـــن نريـــد قلوبـــا تصحـــو عنـــد
الخطـــأ

 وعقول تعى ما هو الخطأ

الأربعاء، 15 يونيو 2011

بيعت الحره

بيعت الحرة)
أخي
اسمع مني ولا تمل عني
اصغ بقلبك واعمل عقلك
وارعني سمعك وبصرك
...فالآن أسطر قصتي
قلمي يروي لوعتي
آلامي وأحلامي
في سائر أيامي
لو يكفي مدادي
لو تمهلني سويعاتي
سأقص وأحكي لكل البريات
حتى يتعلم يومي من أمسي
فأنا كنت هنا بالأمس
في ذاك أصبح وأمسي
ثم سمعت الخبر
نساء مميلات
وناس معهن سياط كأذنب البقر
فأخبرت البشر
ولم ألق سوى الضجر
وكل في جانبه انحدر
سأكرر نصيحتي
ربما تنتزع بتلك الشوكة
هذه داهية
إياكم أن تتركوها عارية
ستجرر أمتنا إلى الهاوية
قلت ولم يسمع قولي
ونصحت فألقي في وجهي
ورجعت وقد أسقط في يدي
واليوم وقد خبرتم النتائج
دعوني أسطر قصتي
عرضت الحرة
في الأسواق كالجرة
عرضت مرة ومرة
ثم عرضت ألف مرة
خضراء الدمن
إمرأة بلا ثمن
حمراء الوجتنان
جميلة العينان
عذبة اللسان
تميل ميلا فتان
وتسحب كل ذي لب بالجنان
تهتز لسيرها الأركان
كل هذا ولا تساوي أبخث الأثمان
حبل من حبائل الشيطان
تشاهد كما لم تك إنسان
وتوزن هي وغيرها بالأطنان
بيعت الحرة
في الأسواق كالجرة
وتساقط الحياء
وتبعثر الخجل
وتوقف العمل
بيعت ولا ارعواء
وجلست في العراء
تبيع الدين وتشتكي مر الداء
وكيف تداوى ولم تقبل يوما دواء
تسير في الطرقات إلى المساء
وتعرض جسدها للهواء
وعرضها أصبح عرضا للسفهاء
ومن هنا
ظهر الشقاء وعم البلاء
واشتفت في قلب عدونا الغلواء
هنا يا إخوتي أصاب الهدف
طفق الدين ينادي
إلي بثياب ساترة
كي ألبس تلك القاهرة
وهي في الطريق سائرة
تضحك ضحكات ساخرة
حاسرة الرأس سافرة
إلي بثياب ساترة
ستغوي أخواتها
من الصعيد إلى العروس الثائرة
إلي بثياب ساترة
قالت يا أبله
هذا هو التمدين
قال إلى التدين ياغانية
فنادت بهن
يا أخواتي
ما العمر إلا سويعات
وما الدين في القلب إلا صلوات
وأنا طاهرة القلب
فلا يهم الثياب الساترة
فأقبلن إليها وقد راعهن النداء
ليسرن على السواء
يقتلن العفاف
ويرتدين الثياب الخفاف
ونزعن الثياب الساترة
ليقتدين بأختهن القاهر

هل تعلم

هل تعلم أن الأسد إذا اكل الموز يموت؟
هل تعلم أن الذئب يخاف من الحمام البلدي ؟
هل تعلم أن القطة فيها هرمونات إذا لم تلد تبيض؟
هل تعلم أن الإنسان به أعصاب تعادل حجم الكون مرتين؟
هل تعلم أن الإنسان إذا غضب فانه قادر على تحطيم 78 كيلو حديد ؟
........................هل تعلم أن الفار يوجد في فمه 85 عظمه إذا انكسرت وحده منهم يموت ؟

هل تعلم لو إنك صدقت هذا الكلام يبقى خسارة فيك سنين التعليم اللى اتعلمتها

الخميس، 9 يونيو 2011

العدالة الإجتماعية فى الإسلام

أرسى الإسلام العديد من القواعد و الأسس التي تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع. و من أهم هذه الأسس هي العدالة الاجتماعية بما تحمله من معاني و قيم رفيعة تساعد على القيام بمجتمع يتمتع بالسلام و الإخاء و المحبة و الرخاء. و العدالة في الإسلام لا تطبق فقط على المسلمين، إنما جعلت لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن معتقداتهم.

مفهوم العدل

كلمة العدل لغويا تعني (القصد في الأمور، أو عبارة عن الأمر المتوسط بين الإفراط و التفريط) و مقابلها الظلم و الجور. و مصطلح العدل يرمي إلى المساواة في إعطاء الحقوق و الإلتزام بالواجبات دون تفرقة لأي سبب من الأسباب سواء كان دين أو جنس أو لون.

مظاهر العدل في القرآن

تتضح أهمية العدل في الإسلام في كونه صفة من صفات الله تعالى، حيث أنه سبحانه و تعالى العدل. و يعد العدل من القيم الأساسية التي حث عليها القرآن و كررها في العديد من الآيات. و لقد فرض الله العدل على المسلمين ليشمل كل شيء في حياتهم ابتداءا من العدل في الحكم إلى الشهادة و معاملة الأسرة و الزوجة و جميع الناس حتى الأعداء و الخصوم. فلقد قال الله تعالى: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" (سورة النساء، آية 58). كما يقول: "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى" (سورة المائدة، آية 8).

مفهوم العدالة الاجتماعية

تعني العدالة الاجتماعية إعطاء كل فرد ما يستحقه وتوزيع المنافع المادية في المجتمع، و توفير متساوي للاحتياجات الأساسية. كما أنها تعني المساواة في الفرص؛ أي أن كل فرد لديه الفرصة في الصعود الاجتماعي.

أسس العدالة الاجتماعية في الإسلام

تعد العدالة الاجتماعية من أهم مكونات و أساسيات العدل في الإسلام. و لقد أوضح د. سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام أن هناك ثلاثة ركائز تقوم عليها العدالة الاجتماعية في الإسلام. هذه الركائز هي التحرر الوجداني المطلق و المساواة الإنسانية الكاملة و التكافل الاجتماعي الوثيق حيث أن كل عنصر مبني على الآخر. و يعني بالتحرر الوجداني هو التحرر النفسي من الخضوع و عبادة غير الله لأن الله وحده هو القادر على نفع أو ضرر الإنسان. فهو وحده الذي يحييه و يرزقه و يميته دون وجود وسيط أو شفيع حتى لو كان نبي من الأنبياء. فلقد قال الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قل إني لا أملك لكم ضرا و لا رشدا" (سورة الجن، آية 21) كما قال: "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله" (سورة آل عمران، 64). و الهدف من التحرر النفسي من الخضوع لغير الله هو التخلص من الخوف و التذلل لغير الله لنيل رزق أو مكانة أو أي نوع من أنواع النفع عن يقين أن الله وحده هو الرزاق. و لكنه قد ينجح الإنسان نسبيا في أن يتحرر من عبودية كل ما هو سوى الله تعالى في حين أن هناك احتياجات طبيعية بشرية خلقها الله في الإنسان أهمها المأكل تعوق التحرر الكامل و الحقيقي. و من أجل أن يحقق الإسلام هذا التحرر الوجداني بصورة فاعلية و واقعية، فلقد وضع الله من القوانين و التشريعات ما يضمن للإنسان احتياجاته الأساسية و بالتالي يساعده على تحقيق التحرر الوجداني الكامل. و من أهم هذه القوانيين هو وضع مبدأ المساواة كمبدأ أساسي من مباديء الإسلام. فبعكس كل من إدعى أنه من نسل الآلهة و كل من تصور أن دمه دما أزرقا نبيلا أرقى من بقية الشعب، جاء الإسلام ليساوي بين جميع البشر في المنشأ و المصير. فلقد قال الله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء" (سورة النساء، آية 1) و قال: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (سورةالحجرات، آية 13). كما قال: "و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" (سورة الإسراء، آية 70). فالكرامة مكفولة لكل إنسان و الفرق بين الناس عند الله هي درجة تقواهم و ليس جنسهم أو لونهم.
أما القانون الثاني الذي وضعه الإسلام لضمان التحرر الوجداني الحقيقي فهو التكافل الاجتماعي. والتكافل الإجتماعى يقصد به إلتزام الأفراد بعضهم نحو بعض؛ فكل فرد عليه واجب رعاية المجتمع و مصالحه. و ليس المقصود بالتكافل الاجتماعي في الإسلام مجرد التعاطف المعنوى من شعور الحب و المودة، بل يتضمن العمل الفعلي الإيجابي الذي يصل إلى حد المساعدة المادية للمحتاج و تأمين حاجته بما يحقق له حد الكفاية. و ذلك يكون عن طريق دفع الزكاة، فإن لم تكفي فيؤخذ من الأغنياء ما يكفي للفقراء.

صور من العدالة في الإسلام

ضرب الرسول صلى الله عيه و سلم أروع الأمثلة للخلق العظيم و من أهمها العدل في التعامل. و قد صار على نهجه الصحابة و على رأسهم عمر بن الخطاب و الذي سماه الرسول صلى الله عليه و سلم بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق و الباطل و كان العدل من أهم سماته منذ أن دخل في الإسلام. و لقد خطب عمر في الناس عندما تولى الخلافة قائلا: (إن رأيتم في إعوجاجا فقوموني. فيندب له رجل من عامة المسلمين يقول: لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بحد سيوفنا. فما يزيد عمر على أن يقول: الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقومه بحد سيفه.) وهذا يدل على قمة المساواة و العدل. فلقد أعطى عمر بن الخطاب الرعية الحق في أن يقوموه بالسيف إن لم يستقم بعكس ما هو قائم حيث أن معظم الحكام لا يسمحون إلا بتبجيلهم و تعظيمهم واضعين نفسهم في مرتبة أعلى من بقية البشر. كما أن عمر بن الخطاب في وقت خلافته خطب في الناس في وجود الولاة ليعرفوا حقوقهم و واجباتهم قائلا: (إني لم أستعمل عليكم عمالي ليضربوا أبشاركم، و يشتموا أعراضكم، و يأخذوا أموالكم و لكن استعملتهم ليعلموكم كتاب ربكم و سنة نبيكم عليه الصلاة و السلام، فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له على يرفعها إلى حتى أقص منه. فقال عمرو بن العاص: ياأمير المؤمنين أرأيت إن أدب أمير رجلا من رعيته أتقصه منه؟ فقال عمر: و مالي لا أقصه منه و قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقص من نفسه؟)

و بجانب العدل و المساواة، فلقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في العطاء و التكافل الاجتماعي بين الأغنياء و الفقراء. فلقد كان أبو بكر الصديق يملك أربعون ألف درهما من تجارته لم يتبقى منهم سوى خمسة آلاف درهم أنفقهم على الفقراء من المسلمين الذين كانوا يذوقون ألوانا من العذاب لإسلامهم. و يتضح العطاء أيضا من علي بن أبي طالب حيث أنه تصدق بثلاثة أرغفة لم يكن يملك سواهم و أعطاهم لمسكين و يتيم و أسير.

و من ثم، فإن العدالة الاجتماعية بما تتضمنه من مساواة بين جميع أفراد المجتمع حتى بين الحاكم و المحكوم و بما تتضمنه من تكافل اجتماعي تعد من أهم القيم التي قام عليها الإسلام و مارسها الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة بدقة لبناء مجتمع قوي و متماسك؛ الإخاء و المحبة و الترابط من أهم سماته. و برغم غياب الممارسة الحقيقية لهذه المفاهيم في عصرنا الحالي، فيجب على كل الأمة الإسلامية استرجاع ما علمه لنا الإسلام و رسوله حتى نعيد البناء القوي لمجتمعنا و الشعور بالمحبة و الأمان و الطمأنينة الذي يعاني مجتمعنا من غيابه.


الموضوع منقول

أرسى الإسلام العديد من القواعد و الأسس التي تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع. و من أهم هذه الأسس هي العدالة الاجتماعية بما تحمله من معاني و قيم رفيعة تساعد على القيام بمجتمع يتمتع بالسلام و الإخاء و المحبة و الرخاء. و العدالة في الإسلام لا تطبق فقط على المسلمين، إنما جعلت لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن معتقداتهم. مفهوم العدل كلمة العدل لغويا تعني (القصد في الأمور، أو عبارة عن الأمر المتوسط بين الإفراط و التفريط) و مقابلها الظلم و الجور. و مصطلح العدل يرمي إلى المساواة في إعطاء الحقوق و الإلتزام بالواجبات دون تفرقة لأي سبب من الأسباب سواء كان دين أو جنس أو لون. مظاهر العدل في القرآن تتضح أهمية العدل في الإسلام في كونه صفة من صفات الله تعالى، حيث أنه سبحانه و تعالى العدل. و يعد العدل من القيم الأساسية التي حث عليها القرآن و كررها في العديد من الآيات. و لقد فرض الله العدل على المسلمين ليشمل كل شيء في حياتهم ابتداءا من العدل في الحكم إلى الشهادة و معاملة الأسرة و الزوجة و جميع الناس حتى الأعداء و الخصوم. فلقد قال الله تعالى: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" (سورة النساء، آية 58). كما يقول: "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى" (سورة المائدة، آية 8). مفهوم العدالة الاجتماعية تعني العدالة الاجتماعية إعطاء كل فرد ما يستحقه وتوزيع المنافع المادية في المجتمع، و توفير متساوي للاحتياجات الأساسية. كما أنها تعني المساواة في الفرص؛ أي أن كل فرد لديه الفرصة في الصعود الاجتماعي. أسس العدالة الاجتماعية في الإسلام تعد العدالة الاجتماعية من أهم مكونات و أساسيات العدل في الإسلام. و لقد أوضح د. سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام أن هناك ثلاثة ركائز تقوم عليها العدالة الاجتماعية في الإسلام. هذه الركائز هي التحرر الوجداني المطلق و المساواة الإنسانية الكاملة و التكافل الاجتماعي الوثيق حيث أن كل عنصر مبني على الآخر. و يعني بالتحرر الوجداني هو التحرر النفسي من الخضوع و عبادة غير الله لأن الله وحده هو القادر على نفع أو ضرر الإنسان. فهو وحده الذي يحييه و يرزقه و يميته دون وجود وسيط أو شفيع حتى لو كان نبي من الأنبياء. فلقد قال الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قل إني لا أملك لكم ضرا و لا رشدا" (سورة الجن، آية 21) كما قال: "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله" (سورة آل عمران، 64). و الهدف من التحرر النفسي من الخضوع لغير الله هو التخلص من الخوف و التذلل لغير الله لنيل رزق أو مكانة أو أي نوع من أنواع النفع عن يقين أن الله وحده هو الرزاق. و لكنه قد ينجح الإنسان نسبيا في أن يتحرر من عبودية كل ما هو سوى الله تعالى في حين أن هناك احتياجات طبيعية بشرية خلقها الله في الإنسان أهمها المأكل تعوق التحرر الكامل و الحقيقي. و من أجل أن يحقق الإسلام هذا التحرر الوجداني بصورة فاعلية و واقعية، فلقد وضع الله من القوانين و التشريعات ما يضمن للإنسان احتياجاته الأساسية و بالتالي يساعده على تحقيق التحرر الوجداني الكامل. و من أهم هذه القوانيين هو وضع مبدأ المساواة كمبدأ أساسي من مباديء الإسلام. فبعكس كل من إدعى أنه من نسل الآلهة و كل من تصور أن دمه دما أزرقا نبيلا أرقى من بقية الشعب، جاء الإسلام ليساوي بين جميع البشر في المنشأ و المصير. فلقد قال الله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء" (سورة النساء، آية 1) و قال: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (سورةالحجرات، آية 13). كما قال: "و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" (سورة الإسراء، آية 70). فالكرامة مكفولة لكل إنسان و الفرق بين الناس عند الله هي درجة تقواهم و ليس جنسهم أو لونهم. أما القانون الثاني الذي وضعه الإسلام لضمان التحرر الوجداني الحقيقي فهو التكافل الاجتماعي. والتكافل الإجتماعى يقصد به إلتزام الأفراد بعضهم نحو بعض؛ فكل فرد عليه واجب رعاية المجتمع و مصالحه. و ليس المقصود بالتكافل الاجتماعي في الإسلام مجرد التعاطف المعنوى من شعور الحب و المودة، بل يتضمن العمل الفعلي الإيجابي الذي يصل إلى حد المساعدة المادية للمحتاج و تأمين حاجته بما يحقق له حد الكفاية. و ذلك يكون عن طريق دفع الزكاة، فإن لم تكفي فيؤخذ من الأغنياء ما يكفي للفقراء. صور من العدالة في الإسلام ضرب الرسول صلى الله عيه و سلم أروع الأمثلة للخلق العظيم و من أهمها العدل في التعامل. و قد صار على نهجه الصحابة و على رأسهم عمر بن الخطاب و الذي سماه الرسول صلى الله عليه و سلم بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق و الباطل و كان العدل من أهم سماته منذ أن دخل في الإسلام. و لقد خطب عمر في الناس عندما تولى الخلافة قائلا: (إن رأيتم في إعوجاجا فقوموني. فيندب له رجل من عامة المسلمين يقول: لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بحد سيوفنا. فما يزيد عمر على أن يقول: الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقومه بحد سيفه.) وهذا يدل على قمة المساواة و العدل. فلقد أعطى عمر بن الخطاب الرعية الحق في أن يقوموه بالسيف إن لم يستقم بعكس ما هو قائم حيث أن معظم الحكام لا يسمحون إلا بتبجيلهم و تعظيمهم واضعين نفسهم في مرتبة أعلى من بقية البشر. كما أن عمر بن الخطاب في وقت خلافته خطب في الناس في وجود الولاة ليعرفوا حقوقهم و واجباتهم قائلا: (إني لم أستعمل عليكم عمالي ليضربوا أبشاركم، و يشتموا أعراضكم، و يأخذوا أموالكم و لكن استعملتهم ليعلموكم كتاب ربكم و سنة نبيكم عليه الصلاة و السلام، فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له على يرفعها إلى حتى أقص منه. فقال عمرو بن العاص: ياأمير المؤمنين أرأيت إن أدب أمير رجلا من رعيته أتقصه منه؟ فقال عمر: و مالي لا أقصه منه و قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقص من نفسه؟) و بجانب العدل و المساواة، فلقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في العطاء و التكافل الاجتماعي بين الأغنياء و الفقراء. فلقد كان أبو بكر الصديق يملك أربعون ألف درهما من تجارته لم يتبقى منهم سوى خمسة آلاف درهم أنفقهم على الفقراء من المسلمين الذين كانوا يذوقون ألوانا من العذاب لإسلامهم. و يتضح العطاء أيضا من علي بن أبي طالب حيث أنه تصدق بثلاثة أرغفة لم يكن يملك سواهم و أعطاهم لمسكين و يتيم و أسير. و من ثم، فإن العدالة الاجتماعية بما تتضمنه من مساواة بأرسى الإسلام العديد من القواعد و الأسس التي تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع. و من أهم هذه الأسس هي العدالة الاجتماعية بما تحمله من معاني و قيم رفيعة تساعد على القيام بمجتمع يتمتع بالسلام و الإخاء و المحبة و الرخاء. و العدالة في الإسلام لا تطبق فقط على المسلمين، إنما جعلت لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن معتقداتهم. مفهوم العدل كلمة العدل لغويا تعني (القصد في الأمور، أو عبارة عن الأمر المتوسط بين الإفراط و التفريط) و مقابلها الظلم و الجور. و مصطلح العدل يرمي إلى المساواة في إعطاء الحقوق و الإلتزام بالواجبات دون تفرقة لأي سبب من الأسباب سواء كان دين أو جنس أو لون. مظاهر العدل في القرآن تتضح أهمية العدل في الإسلام في كونه صفة من صفات الله تعالى، حيث أنه سبحانه و تعالى العدل. و يعد العدل من القيم الأساسية التي حث عليها القرآن و كررها في العديد من الآيات. و لقد فرض الله العدل على المسلمين ليشمل كل شيء في حياتهم ابتداءا من العدل في الحكم إلى الشهادة و معاملة الأسرة و الزوجة و جميع الناس حتى الأعداء و الخصوم. فلقد قال الله تعالى: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" (سورة النساء، آية 58). كما يقول: "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى" (سورة المائدة، آية 8). مفهوم العدالة الاجتماعية تعني العدالة الاجتماعية إعطاء كل فرد ما يستحقه وتوزيع المنافع المادية في المجتمع، و توفير متساوي للاحتياجات الأساسية. كما أنها تعني المساواة في الفرص؛ أي أن كل فرد لديه الفرصة في الصعود الاجتماعي. أسس العدالة الاجتماعية في الإسلام تعد العدالة الاجتماعية من أهم مكونات و أساسيات العدل في الإسلام. و لقد أوضح د. سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام أن هناك ثلاثة ركائز تقوم عليها العدالة الاجتماعية في الإسلام. هذه الركائز هي التحرر الوجداني المطلق و المساواة الإنسانية الكاملة و التكافل الاجتماعي الوثيق حيث أن كل عنصر مبني على الآخر. و يعني بالتحرر الوجداني هو التحرر النفسي من الخضوع و عبادة غير الله لأن الله وحده هو القادر على نفع أو ضرر الإنسان. فهو وحده الذي يحييه و يرزقه و يميته دون وجود وسيط أو شفيع حتى لو كان نبي من الأنبياء. فلقد قال الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قل إني لا أملك لكم ضرا و لا رشدا" (سورة الجن، آية 21) كما قال: "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله" (سورة آل عمران، 64). و الهدف من التحرر النفسي من الخضوع لغير الله هو التخلص من الخوف و التذلل لغير الله لنيل رزق أو مكانة أو أي نوع من أنواع النفع عن يقين أن الله وحده هو الرزاق. و لكنه قد ينجح الإنسان نسبيا في أن يتحرر من عبودية كل ما هو سوى الله تعالى في حين أن هناك احتياجات طبيعية بشرية خلقها الله في الإنسان أهمها المأكل تعوق التحرر الكامل و الحقيقي. و من أجل أن يحقق الإسلام هذا التحرر الوجداني بصورة فاعلية و واقعية، فلقد وضع الله من القوانين و التشريعات ما يضمن للإنسان احتياجاته الأساسية و بالتالي يساعده على تحقيق التحرر الوجداني الكامل. و من أهم هذه القوانيين هو وضع مبدأ المساواة كمبدأ أساسي من مباديء الإسلام. فبعكس كل من إدعى أنه من نسل الآلهة و كل من تصور أن دمه دما أزرقا نبيلا أرقى من بقية الشعب، جاء الإسلام ليساوي بين جميع البشر في المنشأ و المصير. فلقد قال الله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء" (سورة النساء، آية 1) و قال: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (سورةالحجرات، آية 13). كما قال: "و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" (سورة الإسراء، آية 70). فالكرامة مكفولة لكل إنسان و الفرق بين الناس عند الله هي درجة تقواهم و ليس جنسهم أو لونهم. أما القانون الثاني الذي وضعه الإسلام لضمان التحرر الوجداني الحقيقي فهو التكافل الاجتماعي. والتكافل الإجتماعى يقصد به إلتزام الأفراد بعضهم نحو بعض؛ فكل فرد عليه واجب رعاية المجتمع و مصالحه. و ليس المقصود بالتكافل الاجتماعي في الإسلام مجرد التعاطف المعنوى من شعور الحب و المودة، بل يتضمن العمل الفعلي الإيجابي الذي يصل إلى حد المساعدة المادية للمحتاج و تأمين حاجته بما يحقق له حد الكفاية. و ذلك يكون عن طريق دفع الزكاة، فإن لم تكفي فيؤخذ من الأغنياء ما يكفي للفقراء. صور من العدالة في الإسلام ضرب الرسول صلى الله عيه و سلم أروع الأمثلة للخلق العظيم و من أهمها العدل في التعامل. و قد صار على نهجه الصحابة و على رأسهم عمر بن الخطاب و الذي سماه الرسول صلى الله عليه و سلم بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق و الباطل و كان العدل من أهم سماته منذ أن دخل في الإسلام. و لقد خطب عمر في الناس عندما تولى الخلافة قائلا: (إن رأيتم في إعوجاجا فقوموني. فيندب له رجل من عامة المسلمين يقول: لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بحد سيوفنا. فما يزيد عمر على أن يقول: الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقومه بحد سيفه.) وهذا يدل على قمة المساواة و العدل. فلقد أعطى عمر بن الخطاب الرعية الحق في أن يقوموه بالسيف إن لم يستقم بعكس ما هو قائم حيث أن معظم الحكام لا يسمحون إلا بتبجيلهم و تعظيمهم واضعين نفسهم في مرتبة أعلى من بقية البشر. كما أن عمر بن الخطاب في وقت خلافته خطب في الناس في وجود الولاة ليعرفوا حقوقهم و واجباتهم قائلا: (إني لم أستعمل عليكم عمالي ليضربوا أبشاركم، و يشتموا أعراضكم، و يأخذوا أموالكم و لكن استعملتهم ليعلموكم كتاب ربكم و سنة نبيكم عليه الصلاة و السلام، فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له على يرفعها إلى حتى أقص منه. فقال عمرو بن العاص: ياأمير المؤمنين أرأيت إن أدب أمير رجلا من رعيته أتقصه منه؟ فقال عمر: و مالي لا أقصه منه و قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقص من نفسه؟) و بجانب العدل و المساواة، فلقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في العطاء و التكافل الاجتماعي بين الأغنياء و الفقراء. فلقد كان أبو بكر الصديق يملك أربعون ألف درهما من تجارته لم يتبقى منهم سوى خمسة آلاف درهم أنفقهم على الفقراء من المسلمين الذين كانوا يذوقون ألوانا من العذاب لإسلامهم. و يتضح العطاء أيضا من علي بن أبي طالب حيث أنه تصدق بثلاثة أرغفة لم يكن يملك سواهم و أعطاهم لمسكين و يتيم و أسير. و من ثم، فإن العدالة الاجتماعية بما تتضمنه من مساواة بين جميع أفراد المجتمع حتى بين الحاكم و المحكوم و بما تتضمنه من تكافل اجتماعي تعد من أهم القيم التي قام عليها الإسلام و مارسها الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة بدقة لبناء مجتمع قوي و متماسك؛ الإخاء و المحبة و الترابط من أهم سماته. و برغم غياب الممارسة الحقيقية لهذه المفاهيم في عصرنا الحالي، فيجب على كل الأمة الإسلامية استرجاع ما علمه لنا الإسلام و رسوله حتى نعيد البناء القوي لمجتمعنا و الشعور بالمحبة و الأمان و الطمأنينة الذي يعاني مجتمعنا من غيابه. الموضوع منقول

أرسى الإسلام العديد من القواعد و الأسس التي تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع. و من أهم هذه الأسس هي العدالة الاجتماعية بما تحمله من معاني و قيم رفيعة تساعد على القيام بمجتمع يتمتع بالسلام و الإخاء و المحبة و الرخاء. و العدالة في الإسلام لا تطبق فقط على المسلمين، إنما جعلت لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن معتقداتهم.

مفهوم العدل

كلمة العدل لغويا تعني (القصد في الأمور، أو عبارة عن الأمر المتوسط بين الإفراط و التفريط) و مقابلها الظلم و الجور. و مصطلح العدل يرمي إلى المساواة في إعطاء الحقوق و الإلتزام بالواجبات دون تفرقة لأي سبب من الأسباب سواء كان دين أو جنس أو لون.

مظاهر العدل في القرآن

تتضح أهمية العدل في الإسلام في كونه صفة من صفات الله تعالى، حيث أنه سبحانه و تعالى العدل. و يعد العدل من القيم الأساسية التي حث عليها القرآن و كررها في العديد من الآيات. و لقد فرض الله العدل على المسلمين ليشمل كل شيء في حياتهم ابتداءا من العدل في الحكم إلى الشهادة و معاملة الأسرة و الزوجة و جميع الناس حتى الأعداء و الخصوم. فلقد قال الله تعالى: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" (سورة النساء، آية 58). كما يقول: "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى" (سورة المائدة، آية 8).

مفهوم العدالة الاجتماعية

تعني العدالة الاجتماعية إعطاء كل فرد ما يستحقه وتوزيع المنافع المادية في المجتمع، و توفير متساوي للاحتياجات الأساسية. كما أنها تعني المساواة في الفرص؛ أي أن كل فرد لديه الفرصة في الصعود الاجتماعي.

أسس العدالة الاجتماعية في الإسلام

تعد العدالة الاجتماعية من أهم مكونات و أساسيات العدل في الإسلام. و لقد أوضح د. سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام أن هناك ثلاثة ركائز تقوم عليها العدالة الاجتماعية في الإسلام. هذه الركائز هي التحرر الوجداني المطلق و المساواة الإنسانية الكاملة و التكافل الاجتماعي الوثيق حيث أن كل عنصر مبني على الآخر. و يعني بالتحرر الوجداني هو التحرر النفسي من الخضوع و عبادة غير الله لأن الله وحده هو القادر على نفع أو ضرر الإنسان. فهو وحده الذي يحييه و يرزقه و يميته دون وجود وسيط أو شفيع حتى لو كان نبي من الأنبياء. فلقد قال الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قل إني لا أملك لكم ضرا و لا رشدا" (سورة الجن، آية 21) كما قال: "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله" (سورة آل عمران، 64). و الهدف من التحرر النفسي من الخضوع لغير الله هو التخلص من الخوف و التذلل لغير الله لنيل رزق أو مكانة أو أي نوع من أنواع النفع عن يقين أن الله وحده هو الرزاق. و لكنه قد ينجح الإنسان نسبيا في أن يتحرر من عبودية كل ما هو سوى الله تعالى في حين أن هناك احتياجات طبيعية بشرية خلقها الله في الإنسان أهمها المأكل تعوق التحرر الكامل و الحقيقي. و من أجل أن يحقق الإسلام هذا التحرر الوجداني بصورة فاعلية و واقعية، فلقد وضع الله من القوانين و التشريعات ما يضمن للإنسان احتياجاته الأساسية و بالتالي يساعده على تحقيق التحرر الوجداني الكامل. و من أهم هذه القوانيين هو وضع مبدأ المساواة كمبدأ أساسي من مباديء الإسلام. فبعكس كل من إدعى أنه من نسل الآلهة و كل من تصور أن دمه دما أزرقا نبيلا أرقى من بقية الشعب، جاء الإسلام ليساوي بين جميع البشر في المنشأ و المصير. فلقد قال الله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء" (سورة النساء، آية 1) و قال: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (سورةالحجرات، آية 13). كما قال: "و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" (سورة الإسراء، آية 70). فالكرامة مكفولة لكل إنسان و الفرق بين الناس عند الله هي درجة تقواهم و ليس جنسهم أو لونهم.
أما القانون الثاني الذي وضعه الإسلام لضمان التحرر الوجداني الحقيقي فهو التكافل الاجتماعي. والتكافل الإجتماعى يقصد به إلتزام الأفراد بعضهم نحو بعض؛ فكل فرد عليه واجب رعاية المجتمع و مصالحه. و ليس المقصود بالتكافل الاجتماعي في الإسلام مجرد التعاطف المعنوى من شعور الحب و المودة، بل يتضمن العمل الفعلي الإيجابي الذي يصل إلى حد المساعدة المادية للمحتاج و تأمين حاجته بما يحقق له حد الكفاية. و ذلك يكون عن طريق دفع الزكاة، فإن لم تكفي فيؤخذ من الأغنياء ما يكفي للفقراء.

صور من العدالة في الإسلام

ضرب الرسول صلى الله عيه و سلم أروع الأمثلة للخلق العظيم و من أهمها العدل في التعامل. و قد صار على نهجه الصحابة و على رأسهم عمر بن الخطاب و الذي سماه الرسول صلى الله عليه و سلم بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق و الباطل و كان العدل من أهم سماته منذ أن دخل في الإسلام. و لقد خطب عمر في الناس عندما تولى الخلافة قائلا: (إن رأيتم في إعوجاجا فقوموني. فيندب له رجل من عامة المسلمين يقول: لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بحد سيوفنا. فما يزيد عمر على أن يقول: الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقومه بحد سيفه.) وهذا يدل على قمة المساواة و العدل. فلقد أعطى عمر بن الخطاب الرعية الحق في أن يقوموه بالسيف إن لم يستقم بعكس ما هو قائم حيث أن معظم الحكام لا يسمحون إلا بتبجيلهم و تعظيمهم واضعين نفسهم في مرتبة أعلى من بقية البشر. كما أن عمر بن الخطاب في وقت خلافته خطب في الناس في وجود الولاة ليعرفوا حقوقهم و واجباتهم قائلا: (إني لم أستعمل عليكم عمالي ليضربوا أبشاركم، و يشتموا أعراضكم، و يأخذوا أموالكم و لكن استعملتهم ليعلموكم كتاب ربكم و سنة نبيكم عليه الصلاة و السلام، فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا إذن له على يرفعها إلى حتى أقص منه. فقال عمرو بن العاص: ياأمير المؤمنين أرأيت إن أدب أمير رجلا من رعيته أتقصه منه؟ فقال عمر: و مالي لا أقصه منه و قد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقص من نفسه؟)

و بجانب العدل و المساواة، فلقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في العطاء و التكافل الاجتماعي بين الأغنياء و الفقراء. فلقد كان أبو بكر الصديق يملك أربعون ألف درهما من تجارته لم يتبقى منهم سوى خمسة آلاف درهم أنفقهم على الفقراء من المسلمين الذين كانوا يذوقون ألوانا من العذاب لإسلامهم. و يتضح العطاء أيضا من علي بن أبي طالب حيث أنه تصدق بثلاثة أرغفة لم يكن يملك سواهم و أعطاهم لمسكين و يتيم و أسير.

و من ثم، فإن العدالة الاجتماعية بما تتضمنه من مساواة بين جميع أفراد المجتمع حتى بين الحاكم و المحكوم و بما تتضمنه من تكافل اجتماعي تعد من أهم القيم التي قام عليها الإسلام و مارسها الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة بدقة لبناء مجتمع قوي و متماسك؛ الإخاء و المحبة و الترابط من أهم سماته. و برغم غياب الممارسة الحقيقية لهذه المفاهيم في عصرنا الحالي، فيجب على كل الأمة الإسلامية استرجاع ما علمه لنا الإسلام و رسوله حتى نعيد البناء القوي لمجتمعنا و الشعور بالمحبة و الأمان و الطمأنينة الذي يعاني مجتمعنا من غيابه.


الموضوع منقول

الأحد، 5 يونيو 2011

الحب

صَحِيْحٌ أَنَّ فِي الحُبِّ حَنَانَاً وَرَاحَةً ؛ لَكِنّ فِيْهِ سَقَمَاً وَمَرَضَاً ، وَلَكَمْ تَعْرِفُ مِنْ رَاحَةٍ لِلْمُحِبِّيْنَ ، وَمِنْ مَصَارِعَ لِلْعَاشِقِيْنَ؟! ، فَهُوَ سِلاحٌ ذُوْ حَدَّيْنِ اثْنيْنِ- أَقْرَبُهُ الْوَهنُ وَالنَّصَبُ.. وَمَصِيْرُهُ إِمَّا إِلى نِكَاحٍ ..أَوْ إِلَى سِفَاحٍ.
هذِهِ الفَتَاةُ .. جَعَلَتْ بَصَمَاتِهَا فِيْ خَيَالِيْ، وَأَنَالَتْنِيْ مِنَ اسْمِهَا ( النَّوالُ ) أَنْ أَنَالَ حُبَّهَا,.. وَأَنْ أَجِدَنِيْ هُنالِكَ عِنْدَهَا ..
أحْببتُها ..حِيْنَما سَمِعْتُها, ورأيتُها فِيْ خيالِيْ ..قبْلَ أَنْ تَتحقَّقَ الحمْلقَةُ إِلى قوامِهَا,.. فقلتُ عَنْهَا سائِلاً:

حار شوقي إلى العيون النظيره *** وانثنى الحب عن بنات العشيره
لخبطتني تلك الغريبةُ لما *** ذُقتُ من صوتها الهنا في الظهيره
قد أتتني - من دون وعدٍ تقصى- *** كالسحابات في البلاد الغفيره
خلتها الحلمَ في منامي صباحاً *** إن حلمَ العشيْقِ أبدى سعِيْرَهْ
لم تكُنْ مِنْ بناتِ أهْلِيْ بِأرَْضِيْ *** لم تكن مِنْ بناتِ عمِّ وجِيْره
كان للبُعْدِ هِزّةٌ وتهادٍ *** ليت للبعد ما يلف عسيره
نزع الشامُ مِنْ حُلاهُ لحافاً *** فبهاها من معصمٍ أو ظفِيْره
وكساها مِنْ عذْبِ سُقْياهُ ريّاً *** من رافديهِ ذوق تلك الأميره
قد أتاني ليمتطِيْ مِن فؤادِيْ *** فرآهُ قبْل احْتِلالٍ أسيْره
ورأى الشعرَ عنْهُ صار يُغنِّيْ *** واستتبت أحكامها كالمشيره
فالرياحين تستشمُّ ذُراها *** وكؤوسُ المُدامِ ماتت نحِيْره
والقلاع الطوالُ تزهو إليها *** فهي كالنجم في بياض الظهيره
كيف تلقى لها حبيباً مثيلاً *** عرف الحبَّ في الليالي الأخِيْره
فانتقاها, أحبّها, إذ تبدت *** واشتهاها أميرةً أو مديرة
فيه أبقت تقاسم العمر شطراً *** ترفق الدرب في طويل المسيره
إنها الروح والفؤادُ وقلبٌ *** عذّبتْنِيْ تلك الفتاةُ المُثِيْره
أشْعلتْنِيْ وأحْرقتْ لِيْ جنانِيْ *** إذ رمتني بعينها المستديرة
لمِّ , عنِّ , وسلْ , وداوِ عليلاً *** فيه , منه , تشققاتٌ كثيره
وانتضِ السيف واطعنِ الروح طعْناً *** إن نوتني الفراق تلك القميره
جسمها الطول , والهيامُ شعارٌ *** واللحاظ التي تحل القريره
وليالٍ قضيتُها أو ليال ٍ *** كن عسراً فدمرتها اليسيره
ليتنا لا نعيشُ إلا سويّاً *** حينما كانت النوال صغيرة
وحبذا أنا سهرنا سنيناً *** في ليالٍ لأصبحت مستنيره
لاستفدنا جميعَنا من خلالٍ *** وخصالٍ مطلوبةٍ أو جديره
لستُ أبْغِيْ مِن النِّساءِ ( دلالاً) *** أو (وئاماً ) ولستُ أبغي (سميره)
فحياتي مع النساء عذابٌ *** لا نوالاً فإنّ هذي خبيره
علّ ربي من أرتجيه دواماً *** يجعل الوصل حافلاً في الجزيره
ليصير الوئامُ يحظى مُطلّاً *** بِهدوءٍ وأمنياتٍ غزيره
نأكل الغثَّ والسّميْن بِوِدٍّ *** بل نؤدي تناصفاً للفطيره
ما وصالي لها تمتُّعُ فرْدٍ *** لا , فأصلي لا يرجّي ضميره
من مناديل حُبِّنا نتهادى *** وجفاها يمزّقُ القلب غَيره
وأراها إذا تخاطبُ شخصاً *** يصبح الأمرُ حُرمةً أو كبيره
هكذا حبها تقلقل فيني *** أي شيْءٍ أُرِيْدُ غيْر البصيْره
كُل أنثى تسبها في مقالٍ *** فهي تلك الذميمة المستطيره
إنْ تُحقِّرْ لِشأْنِها فحقِيْرٌ *** أو فتاةٌ تسبُّها فحقيره
كلُّ قولٍ تُسِيْءُ فيه لِشخْصِيْ *** فهو حق وبيناتٌ جديره
قولها الحق والصواب, ولكنْ *** لا ينافي الشريعةَ المُستنِيْره
تُوِّجتْ مِنْ لِسانِ سحْبانَ دُرّاً *** لا يواني قبيلهُ أو ديبرَه
أيُّ شيءٍ أريدُ؟ ما شئتُ منها *** غيرَ أن تغْفِرَ الهذى والعثيره
فالإله الكريمُ بَرٌّ رؤوفٌ *** يغفر الذنب للمقر وضيْره

القناعه

في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة . . …
إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى ..

...ولكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة وضعيفة ، إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت ماء المدينة بالسحب الداكنة …
و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم . أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب .. نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل …

أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر .. فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا و قال لأمه : ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟!! …
لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء .. ففي بيتهم باب ..